في أولى محطات زيارته الرسمية إلى روسيا الاتحادية، زار الرئيس بشار الأسد والوفد المرافق له ضريح الجندي المجهول في موسكو ووضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري، وكان في استقباله عند الضريح الجنرال ايفغيني سيليزينييف قائد حامية موسكو، ومدير مراسم الخارجية الروسية وجرت لسيادته مراسم استقبال تضمنت استعراض حرس الشرف بينما كانت الأوركسترا الرسمية تعزف لحن الجندي المجهول والنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية.
ويرمز ضريح الجندي المجهول إلى الاستشهاد في سبيل الدفاع عن الوطن، وكذلك للمدن التي أبدى أهلها نماذج من البطولة في الدفاع عنه.
ويضم الوفد المرافق للرئيس الأسد الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية والدكتور سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية والعماد علي عباس وزير الدفاع والدكتور كنان ياغي وزير المالية والدكتور فادي الخليل رئيس هيئة تخطيط الدولة والدكتور قيس خضر أمين عام مجلس الوزراء ولونا الشبل المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية والدكتور بشار الجعفري سفير الجمهورية العربية السورية في موسكو.
بحث الرئيس بشار الأسد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة محادثات موسعة طيفاً واسعاً من الملفات السياسية والاقتصادية، وناقش الزعيمان العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بمختلف أشكاله، والتطورات المستجدة على الساحتين الإقليمية والدولية.
في الشأن الثنائي تناولت المحادثات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والمبنية على المبادئ والمصالح والقيم المشتركة التي تجمعهما، والعمل لتعزيز هذه العلاقات بما يصب في مصلحة الشعبين في مرحلة تشهد تحولات غير مسبوقة على مستوى العالم.
ونال الشأن الاقتصادي مساحة واسعة من مباحثات الرئيسين الأسد وبوتين، حيث جرى النقاش في توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والبحث المعمّق في الملفات الأساسية التي جرت مناقشتها في اجتماع متابعة أعمال اللجنة الحكومية السورية الروسية المشتركة، الذي انعقد على هامش الزيارة برئاسة رئيسي اللجنة من الجانبين السوري والروسي.
في الشأن السياسي تم بحث التغيرات والتطورات التي يشهدها العالم، وأهمية الاستمرار في بناء تحالفات وشراكات بين الدول التي تجمعها مبادئ ومصالح مشتركة بحيث تشكّل قوة فاعلة تتحرك لصالح شعوبها وتعمل لتحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي في مواجهة السياسات الغربية القائمة على نشر الفوضى والتخريب، وإشعال الحروب بهدف الاستمرار في الهيمنة وخدمة لمصالحها الضيقة.
وناقَش الرئيسان العملية الروسية العسكرية في أ،وكرانيا، وجدد الرئيس الأسد موقف سورية المؤيد لحق روسيا في الدفاع عن أمنها القومي، فيما اعتبر الرئيس بوتين أن العملية العسكر،ية الروسية هي معركة وجود، وأن الغرب حاول زعزعة استقرار روسيا السياسي والاقتصادي إلا أن روسيا استطاعت التأقلم مع ما سبق، بل وحققت نمواً اقتصادياً رغم الحر،،ب.
وتناولت المباحثات الرئاسية أيضاً، المبادرات الإقليمية التي تدعمها موسكو، حيث أكد الرئيس الأسد أن سورية لطالما كانت مع الحوار إذا كان سيُفضي إلى تحقيق مصالح الشعب السوري ووحدة وسلامة الأراضي السورية ويصل إلى نتائج واضحة ومحددة وعلى رأسها الاستمرار بمكافحة الإرهاب وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على أراضيها.
كما تم التوافق على أهمية تعزيز التعاون القائم بين البلدين في الأمم المتحدة وكل المحافل الدولية الأخرى، مع التأكيد على أن سورية تُثمن وقوف روسيا في مواجهة محاولات الضغط على دمشق عبر ما يسميه الغرب ملف الأ،،سلحة الكيما،و،،ية في سورية.
إقليمياً، أكد الرئيسان ترحيبهما لإعلان السعودية وإير،ان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كخطوة تنعكس إيجابا على المنطقة والعالم.
وفي نهاية جلسة المحادثات الموسعة تابع الرئيسان الأسد وبوتين محادثاتهما المغلقة والتي اختتمت بمأدبة غداء أقامها الرئيس بوتن على شرف الرئيس الأسد.
جلسة المحادثات الموسعة ضمّت من الجانب السوري الوفد المرافق للرئيس الأسد، ومن الجانب الروسي سيرغي لافروف وزير الخارجية، ويوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي لقضايا السياسة الخارجية، وديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي في إدارة الرئيس الروسي، وسيرغي شويغو وزير الدفاع، وأنطوان سيلوانوف وزير المالية وإيريك فايزولين رئيس الجانب الروسي من اللجنة المشتركة، وألكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، وألكسندر يفيموف سفير روسيا الاتحادية لدى الجمهورية العربية السورية.
كما عُقدت على هامش الزيارة الرسمية للرئيس الأسد مباحثات ثنائية بين وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد ونظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث تم الحديث عن المسارات التي تقترحها موسكو سياسياً والتأكيد على أن أي مسار سياسي يجب أن يحقق وحدة وسلامة الأراضي السورية ووقف دعم الإ،،ر،هاب وخروج القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية.
وكذلك عُقدت محادثات بين وزير الدفاع العماد علي عباس ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، تقدم فيها شويغو بتعازيه بضحايا الز،لز،ا،ل الذي ضر،ب سورية مؤكداً استمرار المؤسسة العسكر،،ية الر،وسية في حشد كافة الإمكانيات للمساهمة في مساعدة المتضررين من الز،لز،ا،ل.
وفي موضوع التعاون العسكر،،ي بين البلدين، تم التأكيد على الاستمرار في محاربة الإ،ر،،هاب في سورية حتى تحرير الأراضي السورية كافة.
استعرض أعضاء المؤتمر السنوي العام لاتحاد الكتاب العرب بدورته العاشرة الذي عقد تحت شعار “الإبداع مسؤولية وأخلاق” نشاطات ومشاركات الاتحاد للعام الماضي وسبل تفعيلها لتشمل كل الأعضاء، إضافة إلى ضرورة التركيز على الأدباء الشباب والاهتمام بمواهبهم ودعمها ورعايتها.
وتخلل المؤتمر عرض فيلم توثيقي من إعداد عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد توفيق أحمد تضمن برنامجاً وخطة الاتحاد التي نفذت في العام الماضي، إضافة إلى خطة هذا العام وفق الحركة الثقافية والتنظيم وإعداد الشباب والأطفال وتعزيز ثقافة الانتماء وعرض الدور الذي قام به الأدباء والمثقفون في الاتحاد في مواجهة أضرار الز،لز،ا،ل الذي ضرب سورية شباط الماضي.
وناقش أعضاء الاتحاد من الأدباء والباحثين والمترجمين خلال المؤتمر الذي عقد في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق ضرورة الارتقاء بعمل الاتحاد وتفعيل دوره في تنشيط الحركة الثقافية، فضلاً عن الخطة السنوية للجمعيات الأدبية التابعة له.
وبين رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني في كلمته أن ما تعرضت إليه سورية من مؤامرات وإرهاب زاد شعبها صلابة في الد،فاع عن الأرض وعن القضية الفلسطينية، لافتاً إلى التركيز على ثقافة الانتماء والوطن والثبات على القيم والمبادئ، وتفعيل دور الأدباء العرب للوقوف إلى جانب سورية وتضامنهم معها لكسر الحصا،ر على سورية، وتفعيل أواصر المحبة، ولا سيما فيما تعرضت إليه سورية بعد الز،لز،ا،ل.
وأضاف الحوراني: إن اتحاد الكتاب العرب يسعى للاهتمام بثقافة الأطفال والشباب، وتنشيط مسابقاتهم لتقوية الانتماء الوطني، ورفض التطبيع مع العد،،و الصهيو،،ني والسعي لتحرير كل الأراضي السورية والفلسطينية.
بدوره أوضح عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام الدكتور مهدي دخل الله أن دور الكاتب يجب أن يتفاعل مع الواقع البديل الذي يبشر بواقع أفضل، ويمتلك قدرة ثقافة الإنتاج والبحث عن الفكر الذي يأخذ إلى الأمام، مبيناً ضرورة مواجهة الليبرالية الجديدة، والعمل على استخراج الإيجابيات في سلوكنا الثقافي والوطني ومحاربة الفساد.
مدير النشاط الثقافي في الاتحاد الأرقم الزعبي بين أن ما قام به الاتحاد من تفعيل لدور الشباب سيستمر بهدف تكريس وعيهم الأدبي والوطني والانتمائي ضمن خطة الاتحاد الكاملة.
وتمحورت مداخلات عدد من الكتاب والأدباء حول دور النشاط الثقافي في محاربة الإرهاب الى جانب تحسين واقع الأديب والكاتب ليقوم بواجبه الوطني والفكري على أتم وجه، والنهوض بدور الاتحاد الثقافي والمجتمعي.