الدكتور جواد الأسدي1

محاضرة (جماليات السردي والبصري في عمل الممثل المسرحي ..التمثيل السوري نموذجاً) للمخرج المسرحي العراقي الدكتور جواد الأسدي

عشق دمشق وتفاصيلها وشغف بها لتشغل في مخيلة المخرج المسرحي العراقي الدكتور جواد الأسدي حاضنة جمالية كبيرة ومهمة.
كان للكاتب والمسرحي الراحل ممدوح عدوان دور مهم في اتخاذ الأسدي قراره بالبقاء في دمشق وهو القادم من بغداد واضعاً نصب عينيه الاستقرار في الغرب والعمل فيها بمجال المسرح وعن تلك الحادثة قال الأسدي : “التقيت عدوان مصادفة في دمشق لأتفاجأ بأنه في اليوم التالي يطلب من رئيس اتحاد العمال حينها أن أعمل بالمسرح العمالي فكان أول عرض من إخراجي بعنوان (الحفار) من بطولة بسام كوسا وندى الحمصي وتوفيق الزعيم” مبيناً أن العمل كان جباراً ومتيناً وهو ما جعله يقرر بشكل مطلق ونهائي البقاء بدمشق.
وأضاف الأسدي خلال محاضرة (جماليات السردي والبصري في عمل الممثل المسرحي ..التمثيل السوري نموذجاً) استضافتها القاعة الرئيسية بمكتبة الأسد الوطنية ضمن فعاليات معرض الكتاب الـ 31: “أجمل شيء صنعه لي ممدوح عدوان أنه أبقاني في دمشق واكتشفت في هذه المدينة سر وجودي الشخصي والمهني ووجودي كإنسان وكمسرحي”.
ومع اتحاد العمال بين الأسدي أنه نفذ العديد من العروض المسرحية مع كبار الممثلين السوريين وخلال التمارين المسرحية استطاع أن يكون علاقة صداقة مع شخصيات مهمة ومنهم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية غسان المالح الذي دعاه إلى العمل على تخريج طلاب المعهد ليختبر بذلك مناطق جديدة من العمل تتسم بالحيوية وليتعرف على طلاب يملكون من الآمال والرغبات والمشاكسات الشيء الكبير ومنهم الفنانون ضحى الدبس وأيمن رضا وفايز قزق.
وعن تلك المرحلة قال: “شكلت لي العلاقة مع المعهد المسرحي مناخاً كبيراً على صعيدي المهني وأساتذة المعهد في ذلك الوقت كانوا على درجة كبيرة من الأهمية فصنعوا ممثلين من طراز جديد يمتلكون قوة الحضور والخيال الخصب وإمكانيات كبيرة أعطت للتمثيل معنى جديداً”.
ويسرد الأسدي جزءاً من ذكرياته في المعهد وناسه عندما كان بيتاً صغيراً في دمر مستعيداً أسماء مثل سعيد مراد وسعيد حورانية وسعد الله ونوس وفواز الساجر وغيرهم الذين شكلوا بالنسبة له سحر وجمال دمشق بأعمالهم ما خلق عنده فكرة العمل على الممثل.
تفاصيل العمل المسرحي عند الممثلين السوريين كما أكد الأسدي لم تكن فقط تمارين يومية وإنما حياة مليئة بالجد والتعب والاجتهاد وحالة من الالتزام ما تدفعهم في كثير من الأوقات للابتعاد عن حياتهم الاجتماعية والعائلية مشيراً إلى أن هذه الحالة مكنت الممثلين السوريين من حجز مكانة مرموقة في المناخ العربي والعالمي ومنهم الفنان القدير غسان مسعود الذي جمعه معه العديد من الأعمال المسرحية مثل (الاغتصاب) عن نص للكاتب المسرحي سعد الله ونوس.
ولفت الأسدي إلى أن العمل في المسرح السوري ومع ممثلين كبار أمثال مسعود وقزق وغيرهما ما يقارب 20 عاماً أسس لمناخ مسرحي فيه تنويعات كبيرة على العروض المسرحية مبيناً أن فكرة (السردي) تنطلق من العمل على حساسية النصوص وآلية اختيارها وأن فكرة اصطياد النص تنمو مع الحياة اليومية وعلاقته مع الممثلين.
ويختار الأسدي النص بناء على أسس منتقاة منها علاقة النص مع المجتمع وما يريد أن يقول النص وما يفعله بالناس وما سيعطيهم ومن هم الممثلون الذين سيتحملون (السرد والمزاج والرسالة) والذين سيكون انتقاؤهم مبنياً على إحساسه المسبق والدراسة المعمقة لشخصياتهم لتأسيس المناخ الجمالي للنص على خشبة المسرح.
واستعرض الناحية البصرية في العمل المسرحي معتبراً أن التدريب اليومي والمستمر والنص يؤسسان للعنصر البصري والجمالي للعمل أما السينوغرافيا وجماليات الديكور فتنمو وتزهر من داخل النص السردي ويأتي دور الممثل في إقامة علاقة مع السينوغرافيا والنص.
ومن بين ما كان يثير اهتمام الأسدي بدمشق هو (المسرح الفلسطيني) الحاضر بالحياة اليومية “حيث تأسس من الحالة الثقافية التي صاغها الممثلون السوريون والفلسطينيون لتغدو نسيجاً جديداً وصل إلى المشاركة بالمهرجانات العربية مقدمين فلسطين للناس بجماليات ثقافية ومسرحية عالية بعيداً عن الشعارات وبطرق مختلفة”.
يذكر أن جواد الأسدي من مواليد بغداد 1947 حاز عام 2004 جائزة الأمير كلاوس للمسرح أخرج العديد من الأعمال المسرحية من أشهرها (رأس المملوك جابر) و(تقاسيم على العنبر) المستوحاة من نصوص لتشيخوف و(حمام بغدادي) من بطولة فايز قزق ونضال سيجري وترجمت معظم مسرحياته وأعماله إلى الإنكليزية والفرنسية والروسية.
رشا محفوض

Tags: No tags

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *