انطلاق فعاليات مؤتمر الصناعات الإبداعية في مكتبة الأسد الوطنية

برعاية المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء و بمشاركة كوكبة من الباحثين السوريين والعرب أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي والجامعة الافتراضية السورية أعمال مؤتمر الصناعات الإبداعية بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق، والذي يستمر لمدة يومين.

وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح أكدت في كلمتها خلال الافتتاح أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على مفهوم الصناعات الإبداعية التي تستقطب اهتماماً كبيراً لدى صناع القرار والعاملين في الحقول الإبداعية، ولا سيما الثقافية والبحث في مجالات هذه الصناعات ومقومات نجاحها وأهميتها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وقالت د. مشوّح: “كلما كان المنتج أكثر إتقاناً كلما لامس الإبداع وأصبح أوسع انتشاراً وأبلغ أثراً، وبالتالي يتعدى حدود المجال الفكري والفني المجرد ويلج أفق الصناعة من أوسع أبوابه ويغدو أحد محركات التنمية المستدامة وأحد أهم روافع التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، وأكدت بأن سورية لا ينقصها المبدعون وأن رعايتهم واحتضان الإبداع أحد الأهداف المهمة التي تعمل الوزارة على تحقيقها بكل طاقتها وتطمح إلى تطوير هذا المنتج الثقافي وتحويله إلى صناعة منظمة مستدامة وداعمة للتنمة الشاملة، مبينة أن آخر الاحصاءات تشير إلى أن الاقتصاد الإبداعي يسهم بنسبة 3 بالمئة من الناتج الإجمالي العالمي ويشغل نحو 30 مليون شخص حول العالم.

وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن التنمية الحقيقية والمستدامة هي التي تنطلق من الإنسان وقدراته الإبداعية والإمكانات المتاحة له لتحفيزه على الابتكار، مؤكدة أن الصناعة الإبداعية تحتاج الانتقال من التنظير إلى الأفكار العملية كي نستفيد من المنتج الثقافي في أوسع نطاق ممكن ورفع مستواه بما يراعي المعايير العالمية مع توفير الوسائل الحديثة لنشره والترويج له وتطويره، ما يضمن استدامة الموروث الثقافي وينعكس إيجاباً على التنمية المجتمعية، منوهة بأهمية المؤتمر في وضع ملامح مستقبل التعامل مع الإبداع الفكري والفني باعتباره أحد روافع التنمية الشاملة لمستقبل سورية، متمنية الخروج من المؤتمر بتوصيات تساعد في وضع خطط وبرامج عمل كفيلة بالانطلاق لبناء قاعدة صناعات إبداعية مزدهرة.

وناقشت الجلسة الاولى التي جاءت بعنوان (تطور مفهوم الصناعات الابداعية) شاركت فيها رشا برهوم من برنامج التراث الحي في الامانة السورية للتنمية عدة محاور وهي التعريف بالمصطلح وتحديد العمل به وفق المتطلبات الوطنية السورية ونشأة وتطور الصناعات الإبداعية ومستلزماتها، وأهمية الصناعات الإبداعية “ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً”.

اياد مرشد مدير عام مكتبة الاسد الوطنية لفت في محوره الى الاهمية الكبيرة التي تمثلها الصناعات الإبداعية على الصعيد العالمي من حيث الدخل القومي ونسب التوظيف العالية واستقطاب الكفاءات في مجال الفنون والثقافة وكافة مجالات الابداع.

وبين الدكتور عمار النهار الاستاذ في جامعة دمشق في محوره ان معنى الصناعات الابداعية هو معنى عملي وديناميكي يمكن من خلاله أن نتوجه إلى قضايا ايجابية تتعلق بتفعيل الابداع في المجتمع بهدف تفعيل الاقتصاد الوطني الامر الذي يؤدي إلى تفعيل التنمية

وحول اهمية الصناعات الابداعية ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا اشارت الدكتورة مانيا سويد عبر ب “الاتصال عن بعد” من الامارات الى ان الابداع في المجالات الفنية مثل المسرح والسينما والأدب تهدف إلى نشر الوعي الثقافي وتصحيح المفاهيم التي تسود المجتمع ويعتبر الابداع سلعة حقيقية في تطوير هذه الثقافات بالاتكاء على الركيزة الاساسية وهي الاقتصاد،

وتطرقت الجلسة الثانية التي ادارها الصحفي زياد غصن الى (دور الصناعات الإبداعية في دعم الاقتصاد الوطني) من ناحية الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للاستثمار في الصناعات الإبداعية حيث قدم في هذا المحور رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز لمحة موجزة عن اللجنة التي تنظم شأن الأشخاص والشركات الذين يعملون في إنتاج وصناعة الإبداع السوري سواء تلفزيونياً أو سينمائياً وما يدخل بهذه الصناعات من رؤوس أموال تضاهي الصناعات الثقيلة،

وفي محور (ضرورة تحقيق التكامل بين الصناعات الإبداعية والأسواق المستهلكة لها) استعرض مدير تحرير مجلة التراث الشعبي الباحث خالد فياض المشكلات التي تتعرض لها عملية صناعة الحرف السورية العريقة من نقص المواد الاولية، والعزوف عن شراء هذه المنتجات وهجرة الحرفيين وعدم توفر وسائل الطاقة وعدم وجود اسواق عرض للمنتجات، اضافة الى احتكار بعض التجار للمواد كونهم يعدوا المصدر الوحيد لها.

وتحدثت مديرة المهن السياحية بوزارة السياحة راما الشيخ عن اهمية الصناعات الابداعية في الاقتصاد وفي التجارة العالمية والربط بين هذه الصناعات والاسواق الاستهلاكية لها والنتائج المتوقعة منها وتحديدا في القطاع السياحي

وفي محور (دور الصناعات الإبداعية في تحقيق التنمية المستدامة) قدمت الاستاذة الجامعية الدكتورة ناتاليا عطفة عبر برنامج (السكايب) شرحا مستفيضا عن مفهوم المدن الابداعية ودورها في تحقيق الاستدامة، لافتة الى ان المدن تمتلك القدرة على ان تصبح قوة كاملة للتغيير والتعامل مع النمو الاقتصادي المستدام والتنمية والازدهار وهذا يعزز التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية العميقة مع توفير البنية والقاعدة الاساسية للتغيير والابتكار المحلي والعالمي.

الاستاذ المساعد في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور احمد صالح تحدث في محوره عن استراتيجية تعزيز نظم الاقتصاد الابداعي واستراتيجية التنمية الصناعية موضحا ان استراتيجية تعزيز الاقتصاد الابداعي لابد ان تحدد باطار زمني ووضع خطة شاملة في سياق التنمية الشاملة والتكامل مع استراتيجية التحول الرقمي والتنسيق مع النظم التعليمية والسياسات الثقافية وغيرها، واختتمت الجلسات بمداخلات عدة من الحضور

حضر المؤتمر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام ابراهيم ووزير الصناعة بسام الصباغ ووزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق وعدد من معاوني الوزراء ورؤساء الجامعات ورؤساء الهيئات والمؤسسات الثقافية والعلمية والتربوية والسياحية وحشد من المثقفين والمهتمين.

تصوير: #رامي_الغزي

Tags: No tags

Comments are closed.