لكل بلد تجربته الخاصة به التي تعبر عن واقعه وعن ظروفه وتطلعات شعبهإن الحرص على الاستحقاقات الديمقراطية في سورية جاء تعبيراً عن رغبة في استمرارية عمل المؤسسات وتدعيم حضورها وانسجاماً مع المعايير الدستورية والتشريعية.لقد مر بلدنا الغالي سورية بتجربة صعبة على مدار أكثر من عقد حيث تعرضت لمحاولات كثيرة لاستهداف شعبها وترابها الوطني وسيادتها.كان هدف المخططات التآمرية تدمير الوحدة الوطنية وتمزيق البناء الاجتماعي والثقافي للسوريين الذي صهرهم عبر آلاف السنين لكن الشعب السوري وقواه الحية كان واعياً لحجم المؤامرة وسعى من خلال درع الوطن الجيش العربيالسوري للتصدي للمؤامرة وإحباط محاولات الشرذمة والتفتيت وتدمير منجزات الشعب والدولة في سوريةإن التزامنا بالاستحقاقات الانتخابية تعبير عن الحرص على استمرارية الجهود للتصدي للعدوان الإرهابي وقواه الداعمة خارجياً. وهو عهد وفاء تجاه شعبنا بأن الدولة هي القوة الوحيدة القادرة على إعادة البناء وتعزيز الجهود للانتقال نحو المستقبل.ويأتي الاستحقاق الرئاسي من ضمن هذه الاستحقاقات الدستورية التي علينا إيلاؤها كل الأهمية لأنه الاستحقاق الأهم ونحن بحاجة ماسة اليوم لاستمرار مسيرة البناء والعطاء وبحاجة إلى الحكمة والقيادة الخبيرة والمتمرسة حتى تستطيع تجاوز الصعاب للوصول ببلدنا إلى شاطئ الأمان في ظل ما يحيط بنا من متغيرات وعواصف تريد تغيير ليس وجه التاريخ فقط، بل ربما إعادة رسم الحدود الجيوسياسية لو استطاعوا لذلك سبيلا.الاستحقاق الرئاسي يوجب علينا المشاركة الحثيثة والواعية فيه لإنجاحه لأن نجاحه هو نجاح للدولة ونجاح لقوى الشعب ولكل المؤمنين بسورية وعروبتها واستقلالهاوتحديد موعد الانتخابات رغم كل الظروف:- تعبير عن المصداقية في التعامل مع الأحداث مهما عظم شأنها.- تعبير عن الالتزام بخيارات الشعب وتوجهات الرأي العام.. تجديد الثقة بقدرة مؤسسات الدولة على الوفاء بالتزاماتها وواجباتها رغم كل ظروف الحصار والعدوان المستمر على بلدنا بكل أشكاله الاقتصادية والإعلامية والعسكرية والثقافية.- تعبيرعن ثقة القيادة ووعيها لأهميته العملية الديمقراطية كهدف رئيس لبناء سورية المستقبل.- ورسالة تحد للأعداء أن سورية بشعبها وقيادتها ومؤسساتها هي من يملك القرار وهي القادرة على تحديد أهدافها ورسالتها واستمرارية دورها الوطني والقومي.
إياد فايز مرشد