إضاءة على كلمة الرئيس2

ندوة حوارية تحت عنوان “إضاءة على كلمة السيد الرئيس بشار الأسد”

أُقيمت اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق ندوة حوارية تحت عنوان “إضاءة على كلمة السيد الرئيس بشار الأسد” في الاجتماع الدوري الذي عقدته وزارة الأوقاف في رحاب جامع العثمان بدمشق.
واستضافت الندوة كلا من الدكتور عبد اللطيف عمران المدير العام لدار البعث والدكتور حسام الدين فرفور رئيس فرع الفتح الإسلامي في جامعة بلاد الشام.
وقدّم د. عمران عرضاً موسعاً حول المفاهيم التي جاءت في حديث السيد الرئيس ومدى التفاعل الذي أعقب الحديث, مؤكداً أن تناوله كظاهرة هامة بعد مضي حوالي شهر عليه يساعد على فهم مضامينه وأبعاده العميقة، وأضاف: إن الحديث جاء في ظرف أرخى بظلاله الكئيبة على الفرد والشعب والوطن والأمة, ولم يكن محصوراً بالحيز الذي أُلقي فيه فهو حديث موجّه لعموم الشعب ولو أنه قيل في حضرة العلماء والعالمات من المؤسسة الدينية، مؤكداً ضرورة النظر للحديث ضمن سياق المفهوم وليس المصطلحات المعجمية.
وبيّن د. عمران أن الحديث أتى في سياق طفو طروحات فكرية وسياسية على المستوى العالمي، ولاسيما في الغرب، تؤكد على حضور (الدين في الحياة العامة)، وتحبّذ وظيفته الضبطية (الأخلاقية) في المجتمع، إذ هناك اعتراف من كبار المفكرين بأن (الدين لم يعد يقبع في حواشي الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية، بل في صلبها) وبأنه (في عصر ما بعد الحداثة يستطيع العقل الحديث أن يتعلّم أكثر عندما يستطيع توضيح علاقته بالوعي الديني المعاصر)، بحيث (يمكن للمجتمع العلماني والمجتمع الديني أن يقدّما مساهماتهما البنّاءة فيما يتعلق بالمواضيع التي يختلف عليها الناس في الحياة العامة، بعد أن تأكّدت حاجة النظام الدستوري إلى الدين من أجل التبرير العقلي لصلاحية سلطته).. وهذا واضح وضرورة -كما نعيش- عند العرب وعند المسلمين أيضاً.
بدوره تحدث الدكتور فرفور عن أهمية الحديث وغزارة المعلومات التي تضمنها ونوعية المصطلحات التي وردت فيه، وتركيز سيادته على فكر ورؤى بعيدة الأهداف والمقاصد، مضيفاً: إن الحديث دخل في علوم الفقه خاصة عند الحديث عن مقاصد الشريعة، مبيناً المعاني التي تطرق لها الحديث في مسألة العلمانية والعروبة وعلاقتهما بالإسلام والمجتمع، مشيراً إلى أنه تم العمل على إنشاء مركز بحثي تخصصي لدراسة مقاصد التشريع في جامعة بلاد الشام، وهو جاء على أثر الخطاب.
وأكد د. فرفور على الأهمية الكبيرة للحديث في ظل الظروف القاسية التي نمر بها، ومحاولات الإساءة للإسلام وضرب المجتمع وزعزعته من خلال التشويه المتعمد له من قبل أعدائه الذين يشعلون الحروب في المنطقة، مشيراً إلى ضرورة الخلاص من الدعوات التي تسعى لسلخنا عن هويتنا والدعوات التي تحيي الأصولية أو تحاول حرف المجتمع والأفراد إلى انتماءات ليست حقيقية ومحاولات الاستثمار السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي.
وقدم الحضور عدداً من المداخلات التي أغنت الحوار وأضافت عدداً من الأفكار الهامة التي تؤكد على التفاعل المتواصل مع مفردات الخطاب ومضامينه التي تنطوي على قيمة معرفية كبرى فضلاً عن بعدها السياسي الهام.




Tags: No tags

Comments are closed.