يخوض الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرئيس بشار الأسد حواراً مفتوحاً مع مجموعة من المفكرين والأكاديميين والكتّاب البعثيين. ينطلق الحوار من عناوين وطنية وأخرى حزبية وثالثة تتعلق بالفكر والهوية، ويركز الحوار خطوطه الرئيسية على الرؤية الشاملة المطلوبة للتغيير وبنائها عبر الحوار العميق الذي ينتج عنه عناوين ترسم أسس تلك الرؤية، وكيف أن أية إجراءات لن تكون ذات قيمة ما لم تكن جزءاً من رؤية متكاملة.
تساءل المشاركون في الحوار هل أن الانتخابات الحزبية الجارية حالياً لم تأتِ بعد بتغيير كبير أو بأسماء جديدة كلياًـ ويسأل البعض الأمين العام ما المعيار الذي نقيس به مدى نجاح التجربة الانتخابية من عدمها، ومتى نقول إن انتخابات البعث كانت ناجحة كحالة سياسـية وفكرية.
يرى الأمين العام أن أهم ما في الانتخابات ليست الأسماء التي تفوز فيها، وإنما المشاركة الواسعة بها، ولذلك فإن نتائج الانتخابات حينها تعكس قرار ورغبة الأغلبية. وهذا هو جوهر الانتخابات. ويضيف: هدف المشاركة في الانتخابات تحقق، والنقطة الأهم هي كيف سنعكس تجربة الانتخابات في المرحلة اللاحقة. ويتابع الأمين العام: تمكنّا من وضع نظام انتخابي جيد بالنسبة للظرف الحالي، وحققنا المشاركة في الانتخابات، كما أن تجربة الانتخابات هي مجرد إجراء جزئي من سلسلة عمليات التطوير، ونجاحها يرتبط بعدة معايير منها ما هو متعلق بمدى اتساع المشاركة التي تعبر عن الأغلبية، والحوارات التي تجري اليوم ضمن الساحة الحزبية هي معيار من معايير نجاح تلك التجربة الانتخابية.
يتبنى بعض المفكرين المشاركين في هذا الحوار تقييماً مفاده أن البنى الحزبية داخل البعث هي فقط من الأعلى إلى الأسفل وأنه كان هنالك تقصير تجاه القواعد والمنتسبين. ويتفق الأمين العام مع وجهة النظر تلك، لكنه يطرح التشارك في القرار عبر الحوار بين كل المستويات الحزبية مما ينتج رأياً جامعاً يمثل الأغلبية. مشيراً إلى أن الحزب الحيوي يبحث عن الكيف وليس عن الكم، ويهتم بأن يوسع قاعدة مناصريه وليس أن يزيد عدد أعضائه فقط.
يتطرق المشاركون إلى العلاقة الناظمة بين الحزب والسلطة، فيؤكد الأمين العام أن علاقة الحزب تجاه السـلطة التنفيذية تحكمها السياسات والتوجهات التي يضعها الحزب بصفته حزباً حاكماً، فيما تكون الحكومة مسؤولة عن تنفيذ تلك السياسات. منوهاً إلى أن صناعة الرؤية الشاملة للحزب تشمل فكر الحزب، وتشمل آليات عمله وتشمل هيكلياته. وكلما ابتعدت الأحزاب عن الانخراط في السلطة التنفيذية وركزت دورها على وضع السياسات والإشراف على تنفيذها كانت النتائج أفضل.
تناول الحوار أيضاً دور الحزب في حماية الهوية من الصراعـات التي تستهدفها، ومواجهة التحديات التي يعيشها مجتمعنا والمتمثلة باللـيبرالية والهيمنة الفكرية التي يسعى الغرب لتكريسها عبر القوى الناعمة التي يمتلكها ويسيطر عليها فهم جديد جماعي.