تعد مكتبة الأسد الوطنية من المكتباتِ العالميّة المتميزة ، ومن أهم وأكبر المكتبات العربية ، وقد جهدت منذ افتتاحها عام 1984 على أن تكون بيت للعلم وركن للأدب ونافذة على عوالم المعرفة ووعاءُ الحضارةِ الذي يحتفظ بالمخزون المعرفي الثقافي والفكري للأمة العربية ، وقبلةٌ يقصدها المختصون والباحثون من مختلف الدول فيجدون ما يلبي حاجاتهم المعرفيّة.
وبما أنها المكتبة الوطنية … فهي الحاضنة الأساسية للتراث الفكري والثقافي والتاريخي للأمم والحضارات ، وتعمل على حصر وتجميع وحفظ شتى أشكالِ وأنواع الإنتاج الفكري والتراث الثقافي الوطني والإقليمي والعالمي (المخطوطاتٍ والكتبِ النادرةِ والفريدة ، والخرائط والسجلات الأرشيفية والأعمال المهمّة والمنشوراتٍ الحديثة من كتب ودوريات) لما تمثله تلك الوثائق من ذاكرة وطنية للشعوب والأمم ، وبما تحتويه من قيم ثقافية وتاريخية. وتحرص على تنظيمه وترتيبه لإتاحته للباحثين والمؤرخين والمختصين وللأجيال القادمة كل حسب حاجاته المعرفية والفكرية ، وتسعى لحصر وتجميع كل ما ينشر من أبناء الوطن ، لتنشئ خزان من المعارف والمعلومات التي يمكن استخدامها سواء للبحث والتأليف والكتابة أو حتى للتأريخ لماضي الأمم والشعوب.
ونحن في مكتبة الأسد الوطنية… ورغم كل الظروف الصعبة التي مرت بنا خلال السنوات الماضية جراء الحرب وتداعياتها نتطلع باستمرار ونعمل ونبذل أقصى الجهود من أجلِ إغناءِ أرشيفِ المكتبةِ، وتطويرِ محتواها وطرق تقديمها لمواكبة أخر التطورات عالمياً في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانتقال المجتمعات إلى مجتمعات المعرفة والذي أصبح ضرورة حتمية لمواكبة هذا التطور وتقديم خدمات أفضل. وعليه بدأت المكتبة وبإشراف وزارة الثقافة بالعمل على مشروع الانتقال إلى المكتبة الرقمية. لتوفيرِ أرقى الخدماتِ الثقافيّةِ والعلمية والتكنولوجية لتحقيقِ أهدافِنا الرئيسةِ في التنمية المستدامة ، وترسيخ دور المكتبة في حفظ تاريخ سورية العريق و تجسيد حاضرها الزاهر .. و جعلها ذاكرة الوطن. ولتكونَ مكتبةُ الأسدُ الوطنيةُ منارة للعلم والمعرفة ، ومكوِّناً أساسيّاً في ارتباطها باحتياجات المجتمع المعرفية بما يضمن إحداثَ تغييرٍ في حياة الناس نحو الأفضل، وبناءِ صرحِ الثَّقافةِ العربيّةِ السوريّةِ المعروفةِ بأصالتِها وحضارتها وتراثها الغني وتطوُّرِها وغناها.
المدير العام
لمكتبة الأسد الوطنية
أ.فادي غانم