انطلاقاً من أهمية التراث الثقافي اللامادي وحمايته وصونه وتطويره وارتباطه بالمجتمعات نظمت وزارة الثقافة-مديرية التراث اللامادي ورشة عمل خاصة بالتراث الثقافي اللامادي السوري وذلك بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق.وفي كلمة خلال افتتاح الورشة التي تستمر لمدة أربعة أيام قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح: “ما يجمعنا اليوم هو خشيتنا على التراث من العبث والسرقة والاندثار وحرصنا على إبرازه وتطويره والترويج له لإيماننا العميق بأنه على تنوعه واختلاف ممارساته ومنابعه ومشاربه وخصوصيته يشكل جزءاً مهماً وأساسياً من هويتنا الوطنية الجامعة وهو أحد أسباب تفردها وجمالها”.ولفتت الدكتورة مشوح إلى أن تراثنا غني وهو نتاج حضارات متعاقبة عميقة الجذور مبينة أنه إلى جانب الجهات الرسمية هناك جهات غير حكومية ومنظمات وجمعيات من المجتمع الأهلي تهتم بالشأن التراثي حيث يوجد ما يقارب 300 جمعية مرخصة للعمل في هذا الشأن.وقالت وزيرة الثقافة “إن مشكلتنا اليوم تكمن في كثرة الجهات وتبعثر الجهود وغياب إطار تشريعي يحمي التراث اللامادي من العبث والتشويه والضياع وغياب إطار تنظيمي وخطة وطنية تنظم تلك الجهود وتوجهها لخدمة التراث اللامادي وضمان استدامته وعلى هذا الأساس وضعت أسس محاور هذه الورشة للوصول إلى رؤية واضحة للعمل وإطلاق خطة وطنية للتراث اللامادي”.واستعرضت مديرة مديرية التراث اللامادي في وزارة الثقافة رولا عقيلي عمل المديرية خلال السنوات الماضية وما تقوم به حالياً بأقسامها التي تتضمن دوائر دراسة التراث والتوثيق وحماية التراث والعلاقات التراثية مؤكدة أن الهدف الاساسي للمديرية هو رصد التراث اللامادي الوطني ودراسته وتوثيقه وإبرازه والحفاظ عليه وتحدثت عن المشاريع التي تم تنفيذها عام 2021 وما يتم العمل عليه خلال العام الحالي.وتناولت الجلسة الأولى من أعمال الورشة الواقع الراهن للتراث الثقافي اللامادي في سورية وشارك فيها مدير عام الآثار والمتاحف نظير عوض ومن برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية الباحثة ريم إبراهيم ورئيس قسم التاريخ في جامعة دمشق الدكتور عماد النهار والموسيقية القديرة غادة حرب بإدارة الإعلامي فراس القاضي.وناقشت الجلسة الثانية البيئة التشريعية للتراث الثقافي واللامادي في سورية وشارك فيها المستشار القانوني في وزارة الثقافة بشير عز الدين والباحث خالد فياض ومن برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية شيرين نداف ومدير الشؤون القانونية في مديرية الآثار والمتاحف أيمن سليمان بإدارة الإعلامية ديمة ناصيف.وركزت مداخلات الحضور وهم من أهل الاختصاص والعاملين بالشأن الثقافي والتراثي والمحلي على أهمية وجود إطار تشريعي يحفظ التراث والعمل على تطوير ما وصل إلينا دون المساس بجوهره وترويج منتجاته.وتتابع الورشة جلساتها يوم غد الثلاثاء من خلال التركيز على محورين الأول المخاطر والتهديدات التي تواجه التراث الثقافي اللامادي في سورية والثاني الفرص والتحديات في مجال التراث الثقافي اللامادي السوري.
رشا محفوض